أهمية اللياقة البدنية،عناصرها وأهدافها
تتطلبُ منَّا الحياة اليومية أن نكون قادرينَ على القيامِ بالأعمالِ والنشاطات المخُتلفة بسهولةٍ و دون أي مشاكل صحيةٍ، وذلك لكي نكون أشخاصًا فعالين ومنتجين في المجتمع، وهذا ما ندعوه باللياقة البدنية، حيث يشيرُ مصطلح اللياقة إلى قُدرة أنظمة الجسم على العملِ سويةً وبكفاءةٍ للسماحِ لك بالقيام بالأنشطة اليومية بسهولةٍ و دون أي مشاكل.
ولا يكفي أن تكونَ العضلات قويةً ومشدودةً لكي يتمتَّع أحدنا باللياقة البدنية المطلوبة، فلا بدَّ من أن تتوفر لديهِ عدة عناصر تتآزر سويةً لجعلِ هذا الجسم قادرًا على القيامِ بالنشاطات اليومية، فما هي هذه العناصر؟
عناصر اللياقة البدنية
القوة العضلية
هي القوّة التي تحتاجها لحملِ ورفع الأشياء الثقيلة، وبدونها سيكون جسمك ضعيفًا وغير قادرٍ على القيامِ بالتمرينات اللازمة، والطريقة الممكنة لزيادة القوة العضلية هي بالطبع التدريب بالأوزان الثقيلة.
التحمل العضلي
المقصود بـ التحمل العضليّ هو قدرة العضلات على التقلصِ لفتراتٍ أطول من الوقت، وبدلًا من رفع الأشياء الثقيلة لعدة ثوانٍ فقط، يجبُ تدريب العضلات على حملِها لفتراتٍ أطول.
والطريقة الأمثل لزيادة تَحمِّل العضلات هي حَمل أوزانٍ أخف لفتراتٍ أطول، حيث سيؤدي هذا إلى تدريبِ ألياف العضلات وزيادة قدرتها.
قدرة القلب والأوعية الدموية
والمقصود بها هي قدرة الجسم على التأقلمِ مع التمارين مثل المشي، السباحة، ركوبُ الدراجة أو أي تمرينٍ يُجبرُ القلب والرئتين والأوعية الدموية على العملِ لفتراتٍ أطول.
يقوم القلب والرئتين معًا بتزويدِ جسمكَ بالأكسجينِ الذي يحتاجه للقيامِ بأعمالهِ، ويُعدّ اختبار كوبر (الركض لمدة 12 دقيقةً) هو الاختبار المُتبع لتقييمِ قدرة القلب والأوعية الدموية على التحمل، بالإضافة لاختبارِ الخطوة (الصعود على منصةٍ لمدة 5 دقائق)، وكلاهُما يُعتبر مقياسًا لتقييم قدرة القلب والأوعية الدموية للشخص.
المرونة
تُعد المرونة من أهمِّ عناصر اللياقة البدنية، فمن دونِها سوف تُصبح العضلات والمفاصل مُتيبسةً ومحدودة الحركة، وتضمن تمارين المرونة أنَّ الجسم يُمكنه الحركة دون حدوث ألم.
ويُعتبر اختبار (الجلوس على الأرض والوصول لأصابع القدمين) طريقةً جيدةً لتقييمِ مرونة جسمك، فكلما كانت مرونة جسمك أكبر كلما كان بإمكانكَ الاقترابُ من أصابع قدميك.
تركيبة الجسم
ويقصد بها نسبة كتلة الدهونِ في الجسم إلى الكتلة الخالية من الدهون، وهي من أهمِّ عناصر اللياقة البدنية المتعلقة بالصحة وذلك لأن الكتلة العالية من الدهون ترتبطُ بنتائج صحيةٍ وسلبيةٍ مثل أمراض القلب والسكري من النمط الثاني، ولذلك فإنَّ تطور هذه الأمراض يقفُ عائقًا أمامَ الحفاظ على اللياقة الجسدية.
وبالطبعِ فإنَّ الوقوف على الميزان لن يفيدَ في تحديدِ نسبة الدهون، ولكن توجد عدة مقاييس لمعرفة هذه النسبة وأهمها هو الاختبار الهيدروستاتيكي، حيث يتم وزنُ الجسمِ على الأرضِ ثم وزنه تحت الماء، وكلما كانت نسبة الدهون أكبر كان الوزن تحت الماء أخف.
يجب أن تكون نسبة الدهون في الجسم عند الرجل أقل من 17%، أما بالنسبة للنساء فيجب أن تكون أقل من 24%.
أهمية اللياقة البدنية
تُساعد على إطالة العمر
تساعد اللياقة البدنية على الوقايةِ من الأمراضِ، إلى جانب زيادة متوسط العمر من خلال التمارين الجسدية، حيث أظهرت عدة دراساتٍ أنَّ الأشخاص الذين يمارسونَ الرياضة يتمتعونَ بمتوسطِ عمرٍ أكبر من أقرانهم الذين لايُمارسوا النشاطات الرياضية.
تعزز الصحة العقلية
يُطلقُ الجسم خلالَ التمارين الجسدية الأندروفينات والسيروتونين المسمى بهرمون السعادة مما يساهم في تقليلِ التوتر والضغط، حيث تساعدُ هذهِ الهرمونات على منعِ الأفكارِ السلبية وتحسين النوم في الليل، كما أن هذه التمارين الرياضية تُشجعُ التغيرات الإيجابية في الدماغ.
يقترح بعض العلماءِ أن يُدرج الأطباء النشاطَ الجسديّ في علاجِ مرضى الاكتئاب، حيث أظهرت إحدى الدراسات أنَّ الركض لمدة 15 دقيقةً أو المشي لمدة ساعةٍ قد يُقللُ خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 26% ويمنع حدوث الانتكاس.
تزيد قدرة التحمل للقيام بتمارين قاسية
اللياقة الجسدية تُحسن المرونة وتزيد كثافة العظام وقوة العضلات، فمع نمو العضلات وزيادة قوة العظام سوف يصبح الشخص أكثر توازنًا وأقوى تجاه الإصابات، كما تجعلهُ هذه القوة أيضًا أكثر مرونةً للقيام بالتمارين الجسدية.
توفير النفقات المالية المتعلقة بالصحة
لقد ذكرنا سابقًا أنَّ الأشخاصَ الذين يمارسونَ التمارينَ الرياضية يتمتعونَ بصحةٍ أفضل، وبالتالي فإن ذلك قد يوفر الأموال التي يُنفقوها على الجسم الهزيل المعرض للأمراض .
أهداف اللياقة البدنية
نستطيعُ القول أن جميع أهداف اللياقة البدنية تنصبُ في سبيلِ تحسينِ الحياة اليومية، بالإضافة للحصول على جسمٍ متناسقٍ وجميلٍ سواءً بالنسبة للرجال أو النساء، وإليك أهم الأهداف التي يسعى إليها معظم الاشخاص:
- خسارة الدهون.
- تحسينُ القدرة على التّحمل وهذا ما سيمكنك من ممارسة الكثير من النشاطات اليومية بالحد الأدنى من التعب.
- تحسينُ المهاراتِ الرياضية.
- تحسين مرونة المفاصل.
- التّمتع بقوةٍ عضليةٍ أكبر.
وأخيرًا، لا بُدَّ من التذكيرِ بأنَّ الحصول على جسمٍ ذو لياقةٍ عاليةٍ يتطلب بعض التغييرات في أسلوب الحياة اليومي، مثل جعل التمرينات الرياضية جزءًا أساسيًا من يومك، التغيير إلى نمط طعامٍ صحيٍ والابتعاد عن المشروبات الغازية والعادات السيئة مثل التدخين وشرب الكحول، و قضاء الوقت الكافي في الهواء النقي وأشعة الشمس والمشاركة في أنشطةٍ صحيةٍ.
Responses