ماهي علاقة الجينات باللياقة والسمنة؟

جميعنا لدينا في حياتنا اشخاص يتناولون أي شيء يُريدونه دون الخوف من السمنة لأنهم لا يكتسبون الوزن أبدًا، هل تساءلتم عن السبب وراء ذلك؟؟

الجينات تُحدد لون العيون والبشرة والشعر، لذلك من الطبيعي أن تكون واحدةً من العوامل الرئيسية التي تُساهم في سمنة الشخص أو نحافته، ولذلك يتفاعل الأشخاص بشكلٍ مختلفٍ مع الحميات الغذائية والتدريبات.

فقد وجدت Harvard Health أن الجينات عند كل شخص تكون مسؤولةً عن اكتساب الوزن وفقدانه بشكلٍ مختلفٍ عن الآخرين، فعلى سبيل المثال بعض الأشخاص تكون الجينات لديهم مسؤولةً عن 25% من اكتساب الوزن أو فقدانه، بينما عند بعض الأشخاص تكون مسؤولةً عن 80% من الاستجابة، ولكن حتى لو كانت نسبة تحكم الجينات بالوزن لديك كبيرةً، فيمكن اتباع نمط تغذيةٍ معينٍ للحصول على الوزن المطلوب.

ماهي الجينات التي تؤثر على اللياقة والسمنة

في حين أنه توجد المئات من الجينات التي ترتبط بجوانب مختلفةٍ من السمنة، فقد تمكن الباحثون من تحديد بعض هذه الجينات التي تؤثر على الشعور بالشبع، ومستويات الشهية لدينا، وقدرتنا على حرق السعرات الحرارية واستخدام الطاقة، وتكوين أجسامنا، ولا يوجد جينٌ واحدٌ مسؤولٌ بل مئات الجينات المرتبطة بالشهية، وامتصاص الغلوكوز والاستقلاب.

تحديد هذه الجينات يجعل من السهل اتباع حميةٍ غذائيةٍ لفقدان الوزن تُناسب التركيب الجيني للشخص وتَزيد فرصة خسارة الوزن والحفاظ عليه، وفيما يلي أهم الجينات التي ترتبط بالسمنة:

مورثة FTO

مورثة FTO هي بروتين يتعلق بكتلة الدهون والسمنة، توجد في الكروموزوم 16، وارتبط وجود هذه المورثة مع حدوث السمنة، حيث أن الأشخاص الذين يمتلكون هذه المورثة لديهم فرصة لاكتساب الوزن أكثر ب 30% من غيرهم.

MC4R

مورثة مستقبل ميلانوكورتين4 (MC4R)) هي عاملٌ مهمٌ في عملية الاستقلاب، وتتحكم هذه المورثة بكمية الطاقة التي نستخدمها من الطعام والشعور بالجوع، بعض الناس لديهم نوعٌ نادرٌ من هذه المورثة وهم أكثر عرضةً لزيادة الوزن.

Ankyrin-B

من المعروف عن هذه المورثة أنها السبب الرئيسي للسمنة بشكلها المُتبدل، فهي تُسبب امتصاص الخلايا الدهنية للغلوكوز بشكلٍ متزايدٍ، مما ينتج عنه زيادة حجم الخلية.

Panx1

Panx1 أو Pannexin1 هي المورثة المعروفة بتنظيم السمنة وتراكم الدهون، وجود هذه المورثة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة.

IRX3

تُسبب هذه المورثة صعوبةً في فقدان الوزن، وقد أوجدت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم تَعبيرٌ أقل من هذه المورثة يخسرون الوزن أكثر بـ 30% من غيرهم.

الأخبار السارة هُنا أنه حتى لو كان لديك تعبيرًا كبيرًا عن مورثات السمنة، فهذا يُعتبر من ضمن عوامل الخطورة فقط، ومع حمياتٍ غذائيةٍ مناسبةٍ وتمارين رياضيةٍ يُمكن الحفاظ على الوزن المطلوب.

ما هو فحص الجينات الخاص باللياقة؟

هو اختبارٌ تمّ تصميمه من قبل خبراء وعلماء وراثة وأخصائيي التغذية لاكتشاف مُخطط اللياقة الجينية لكل شخصٍ، يُجرَى هذا الفحص من خلال تحليل الـ DNA وشرح كيفية ارتباط أكثر من 40 مورثةٍ باللياقة، والصحة والتغذية، يتم بعدها مقارنة المعلومات الوراثية لدى الشخص مع البيانات البيئية مثل الوزن والنظام الغذائي ليتم بعدها إجراء تحليلٍ شاملٍ.

وأخيرًا يتم إعطاء نتائج سهلة الفهم لتحليل احتياجات اللياقة لدى كل شخصٍ، ويُعتبر الفحص هو الخطوة الأولى للتعرف على قدرات كل جسمٍ وما يُناسبه من أنواع الحميات الغذائية والتمارين.

فوائد اختبار اللياقة الجيني

تُخبرك مورثاتك الكثير عن جسمك وردة فعله تجاه البيئة و خطة اللياقة التي تتبعها، وفيما يلي بعض الفوائد لهذا الفحص:

يوضح لك كيفية تحسين حجم العضلات وقوتها عن طريق معرفة ردة فعل الجسم تجاه التمارين وتكرارها، وبالتالي يُمكنك معرفة الوقت المناسب والكافي من التدريب، وأيضًا نوعية التمرينات المناسبة لك.
معرفة نوعية الفيتامينات والمكملات التي يجب تناولها لتحقيق النتيجة الأفضل، حيث توجد أنواعٌ مختلفةٌ من الفيتامينات التي يُمكن أن تُعزز عملية الاستقلاب وتُساعد على تحسين التمارين الرياضية بشكلٍ أسرع، كما أن هذا الاختبار يُساعدك على فهم كيفية تفاعل الجسم مع الفيتامينات وما هي الأنواع التي يحتاجها للحفاظ على صحته.
يُخبرك الفحص الجيني عن استعداد جسمك للأمراض والإصابات، وبالتالي يُمكنك تغيير نمط الحياة لتجنب الأمراض المحتملة، فمثلًا إذا اكتشفت أنك مُعرضٌ لخطر الإصابة بأمراض القلب، يُمكنك تقليل كمية اللحوم الحمراء.
يُمكن أن يُخبرك هذا الفحص إذا كنت معرضًا لخطر نقص الأنسولين وبالتالي يجب عليك تقليل كمية الكربوهيدرات التي تستهلكها قبل فوات الأوان.
عدم تحمل الطعام: توجد أنواعٌ من الطعام يكون من الصعب على جسمك هضمها مما يقف في وجه خسارة الوزن وتحقيق اللياقة المطلوبة، كما أن تناول هذه الأطعمة يُمكن أن يُعطي شعورًا بالتعب والخمول، لذلك فإن معرفة الأطعمة التي تُناسب جسمك هي خطوةٌ مهمةٌ في سبيل تحقيق اللياقة.
معدل الاستقلاب : كل شخصٍ لديه معدل استقلابٍ مختلف(RMR)، وهو عدد السعرات الحرارية التي يحرقها جسمك للبقاء على قيد الحياة مع عدم القيام بأي حركةٍ، وبشكلٍ طبيعي فإن هذا المعدل يكون مرتفعًا عند بعض الأشخاص ومنخفضًا عند غيرهم، ولذلك فإن الأشخاص الذين يكون لديهم معدل الاستقلاب بطيء يعانون من صعوبةٍ في فقدان الوزن، ولحسن الحظ أن الاختبار الجيني يُساعدنا على فهم كيفية تحسين معدل الاستقلاب لدينا.