ما تحتاج معرفته عن التحفيز العضلي الكهربائي
ما هو التحفيز العضلي الكهربائي
هو تَحفيز العضلات الكهربائيّ أو ما يُعرف بالتحفيز الكهربائي العصبي العضلي، وهو بروتوكول يَعتمد على إثارة انقباض العضلات باستخدام النبضات الكهربائيةِ التي تَقوم مباشرةً بتحفيز الخلايا العصبية المُحرِّكة، يَنتج عن هذا التحفيز تقلصاتٍ عضليةٍ سريعةٍ ومنتظمةٍ، مع فترات توقفٍ طويلةٍ أو انقباضاتٍ تستمر لعدة ثواني أو دقائق في المرة الواحدة.
يَتم وضع أقطابٍ كهربائيةٍ مختلفةٍ على الجسم حيث تلتصق على البشرة لتمرّ النبضات من خلالها، يكون بعضها مجرد أجهزةٍ صغيرةٍ وقد تكون على شكل بدلاتٍ حيث يتعين عليك ارتداء ملابس مبللةٍ وصندوقٍ كبيرٍ على الظهر يشبه المُولِّد.
في الحالة الطبيعية فإن الجسم هو من يقوم بتحريك العضلات عن طريق إرسال نبضاتٍ كهربائية من الدماغ عبر الجهاز العصبي المركزي، ولكن جهاز تَحفيز العضلات الكهربائي يَسمح بحدوث تَقلصاتٍ عضليةٍ عميقةٍ وكثيفةٍ وكاملةٍ دون تنشيط الجهاز العصبي، والشيء الجيد هنا أن الجسم لا يُميز بين الانقباض الإراديّ أو التحفيزيّ بل كل ما يُميزه أن هناك منبهٌ ويتفاعل معه وفقًا لذلك.
كيف يعمل جهاز التحفيز العضلي الكهربائي؟
تَعكس النبضات التي تَمرّ إلى العضلات من جهاز EMS التحفيز الكهربائي الذي يَستخدمه الجهاز العصبي والدماغ في تنشيط ألياف العضلات.
عند قيامك بالتمارين الرياضية مثل السكوات أو غيرهُ، فإن العضلات يجب أن تتقلص هنا، والطريقة الوحيدة لتقوم بذلك هي تلقيها أوامر من الجملة العصبية المركزية، حيث يتم إرسال رسالةٍ من الدماغ تَمرّ عبر الطريق السريع للجهاز العصبي المركزي ثم إلى الفجواتِ في نهاية الخلايا العصبية التي تُسمى المشابك العصبية، وعندما تَصل هذه الرسائل الكهربائية إلى العضلات تُصبح كيميائيةً ويُصبح بإمكانها الانتقال عبر الأنسجة إلى مجموعة الألياف التي يجب أن تَعمل، وبذلك تتقلص العضلات.
هل يمكن أن يساعد التحفيز العضلي الكهربائي على خسارة الوزن؟
خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح EMS يُستخدم كأداةٍ لخسارةِ الوزن عند المدربين الذين اقترحوا أن تزويد الجسم بالتحفيز الكهربائي يمكن أن يُساعد على حرق الدهون، لكن هل هذا صحيح؟
في الحقيقة لا، ليس بشكلٍ تام. حيث أن الفكرة التي تقول أن التحفيز اللاشعوري للعضلات يُساعد في فقدان الوزن يَتعارض مع مُعظم قوانين الديناميكا الحراريّ. حيث أنه لحرق الدهون يجب أن يكون هناك فقدانٌ في السعرات الحرارية.
ولكن يكون صرف الطاقة الفعلي عن طريق التحفيز غير المباشر منخفضًا للغاية مقارنةً مع التمرين الذي تقوم به أو حتى المشي.
هل يزيد التحفيز العضلي الكهربائي من صرف الطاقة؟
ذكرنا سابقًا أنّ مفتاح فقدان الوزن هو خسارة السعرات الحرارية، فعندما تُمارس التمارين الرياضية فإنك تَحرق الطاقة وهذا ما يجعل من إنقاص السعرات الحرارية أمرًا سهلًا.
وقد وَجدت دراسةٌ في مجلة القوة والتكييف أن EMS ليس له تأثيرًا على استهلاك الأكسجين على الإطلاق، كما وجِدت دراسةٌ أخرى من نفسِ المجلة أن إضافة EMS إلى تمارين فقدان الوزن لهُ تأثيرٌ طفيفٌ على قوةِ العضلات.
وكانت الدراسة الحاسمة بشأن EMS وفقدان الوزن من بوركاري وزملائه حيث أكدوا أنه على الرغم من أن الإعلانات التي تقول أن EMS تُفيد في زيادة قوة العضلات وتَقليل الوزن ودهون الجسم إلّا أنه في الحقيقة ليس لها أي تأثيرٍ على الإطلاق.
كما صرحت إدارةُ الغذاءِ والدواء الأمريكية في بيانٍ لها أنه على الرغم من أن EMS قد يزيد من قوة العضلات بشكلٍ مؤقتٍ إلا أنه لم يتم إيجاد أي تأثيرٍ له في فقدان الوزن أو تَصغير المقاس.
استخدامات التحفيز الكهربائي للعضلات
تَحفيز عمليات الشفاء: ذكرَ روبرت هيربست بطل رفع الأثقال والمُدرب الشخصي الذي راقب اختبار المخدِرات للرياضيين في ألعاب ريو عام 2016، أن EMS لها بعض الآثار الإيجابية ولكن ليس في بناء العضلات.
حيث قال: رأيي الشخصيّ والرأي العام يُجمعان على أنه قد يُساعد EMS في الشفاء، ولكن ليس في بناءِ الكتلةِ العضلية، كما أضاف هيربست أنَّ المعالجين الفيزيائيين يستخدمونَ التحفيز الكهربائي لزيادةِ تدفقِ الدمِ إلى العضلاتِ وهذا يُعزز عملية الشفاء عن طريق إرسال المواد المغذية إلى العضلات وطرد الفضلات منها.
كما أردف قائلًا أن الطريقة الوحيدة لجعل العضلات تنمو هي عن طريق زيادة الحمل المُطبق وهذا يَعني زيادة إجهادها، وتُسبب هذه التحملات تمزُّقًا في العضلات والتي لا يقوم الجسم بإصلاحها فقط بل يقوم ببناء العضلات بشكلٍ أكبر مما كانت عليهِ وبالتالي فإن التحفيز الكهربائي لا يَملك هذا التأثير.
كما أضاف المعالج الفيزيائي مات ليكينز أنهم يستخدمون التحفيز الكهربائي لتسهيل الانقباضات عند الأشخاص الذين لا يَستطيعون الحركة بسبب إصابةٍ أو عمليةٍ جراحيةٍ، ولكن بمجرد ملاحظة تقلصاتٍ طبيعيةٍ لا إرادية يتم إيقاف التحفيز الكهربائي.
هل يُعدّ التحفيز العضلي الكهربائي آمن؟
الخبر السار هنا هو أن EMS آمنٌ بشكل عام، لكن قد تَحدث بعض الآثار الجانبية مثل تَهيج الجلد من الأقطاب الكهربائية وفي حالاتٍ نادرةٍ قد يَحدث صدع.
كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام ضربات القلب عدم استخدام هذه الأجهزة.
Responses