الدرس 1 of 0
في تقدم

الطاقة خلال التمرين

مشرف 20/03/2025

هناك عاملان رئيسيان يمكن من خلالهما تعريف أي نوع من أنواع التمارين، وهما شدة ومدة التمرين ومن الملفت للنظر أن الشدة والمدة تتناسبا عكسياً. أنظر الشكل (36).

وبعد التعرف على أنظمة الطاقة أصبح من الممكن أن نفهم لماذا هذه العلاقة العكسية. فكلما زادت شدة التمرين (مثلاً زيادة السرعة أو زيادة الوزن)، زاد اعتماده على مصادر الطاقة اللاهوائية وهي المصادر السريعة، إلا أن لها قدرة محدودة على توفير الطاقة من حيث كم الطاقة، وكذلك بسبب تراكم حامض اللاكتيك الذي يُعتبر عامل محدد لعمل نظام التحلل الجلايكولي اللاهوائي، مما يدفعنا للتوقف عن التمرين أو خفض الشدة لنعطي الأنظمة اللاهوائية الوقت للتعافي.

وإذا أردنا الاستمرار بالتمرين لفترة طويلة سيكون علينا الاعتماد على نظام الفسفرة التأكسدية والتي لا تنتج حامض اللاكتيك ولها قدرة على تزويدنا بالطاقة لفترات طويلة، إلا أنها عملية بطيئة نسبياً، لذلك لابد من خفض الشدة بما يتماشى مع قدرة هذا النظام على توليد الطاقة.

الشكل رقم (36)

من الناحية العملية في كل لحظة من لحظات التمرين، تعمل كل الأنظمة معاً لإنتاج الطاقة، فعند البدء بممارسة تمرين معين بالسرعة القصوى مثلاً عند القيام بالعَدْو (Sprinting) ، يعتمد الجسم على الـATP المُخزَّن في الخلية و نظام الـ ATP-PCr ، ولكن جزءاً صغيراً من الطاقة سيظل يأتي من التحلل الجلايكولي اللاهوائي ومن الفسفرة التأكسدية.

وكلما زادت مدة التمرين يصبح التحلل الجلايكولي اللاهوائي هو المزود الرئيسي للطاقة (لغاية دقيقتين تقريباً)، في حين تأتي بعض الطاقة من الأنظمة الأخرى، وبعد عدة دقائق من التمرين فان الفسفرة التأكسدية للجلوكوز والدهون تصبح مهيمنة باعتبارها المصدر الأساسي للطاقة. أنظر الشكل (37).

الشكل رقم (37)

لا شك أن كم الطاقة المتوفرة للجسم من الكربوهيدرات المخزونة على شكل جلايكوجين أكبر من كم الطاقة المتوفر من الـ ATP المخزون في العضلة، وكذلك من الـ  ATP-PCr، إلا أنها أيضاً محدودة، أما الدهون فإن كم الوقود الذي توفره للقيام بالتمارين لا محدود باعتبار أن أجسامنا قادرة على تخزين كميات وافرة من الدهون.