القسم الأول: ما هي وظيفة المُدرِّب الشخصي؟
قبل أن تبدأ بممارسة مهنة التدريب الشخصي من الضروري أن تعرف بالضبط ما تنطوي عليه هذه المهنة من مهام ومسؤوليات وأن تتعرف على الحدود التي تنتهي عندها مسؤولياتك كمُدرِّب لياقة بدنية لكي تكون متأكداً من أنك قادر على القيام بهذه المهام بكفاءة وفعّالية ومن دون أي تقصير أو تجاوز لنطاق عملك، إذ نرى العديد من الأشخاص ممن يمارسون مهنة مُدرِّب اللياقة البدنية يقوم بمهام تقع خارج حدود صلاحيات المُدرِّب الشخصي، مثل التوصية ببرامج وحميات غذائية معينة أو عقاقير لتحسين الأداء، أو القيام بتشخيص المشكلات الصحية ومعالجة الإصابات التي قد يعاني منها المُتدرِّبون وغيرها من الممارسات التي للأسف أصبحت شائعة بين مُدرِّبي اللياقة البدنية.
إن مثل هذه الممارسات من شأنه أن يؤثر سلباً على طبيعة العلاقة بين المُدرِّب الشخصي والمُتدرِّبين ويؤثر على سمعته المهنية، كما ويؤثر على علاقاته مع ذوي الاختصاص من القطاعات الأخرى ذات الارتباط الوثيق باللياقة البدنية مثل أخصائيي التغذية والمعالجين الطبيعيين والأطباء وغيرهم من المختصين الذين يتقاطع عملهم مع عمل المُدرِّب الشخصي في حال تجاوز المُدرِّب الشخصي حدود عمله وقام بتقديم خدمات ليست من ضمن مهامه كمُدرِّب. وتفادياً لمثل هذه المواقف أعددنا لك هذا الفصل لكي تتعرف بالتفصيل على مهام المُدرِّب الشخصي بكل جوانبها وحيثياتها.
سنتناول في هذا الفصل أيضاً إستراتيجيات التواصل الفعّال التي تُعتبر من أسرار نجاح المُدرِّب في بناء علاقات مهنية متينة مع المُتدرِّبين ومع كل من حوله في بيئة عمله، وفي فهم التحديات التي قد يمر بها المُتدرِّب خلال رحلة التدريب ومساعدته في التغلب عليها للاستمرار في البرنامج التدريبي. كما وسنتطرق لأهمية دور المُدرِّب في تحفيز المُتدرِّبين ودفعهم إلى الأمام ومساندتهم والوقوف إلى جانبهم لضمان التزامهم ببرنامجهم التدريبي وكذلك العمل معهم كشريك إستراتيجي للوصول إلى أهدافهم. وأخيراً سنتعرف على مراحل تغيير السلوك التي يمر بها المُتدرِّبون ودور المُدرِّب في كل مرحلة من هذه المراحل.
