تحدثنا في القسم الأول من هذه الوحدة عن مكونات الجلسة التدريبة، وذكرنا أن الجلسة التدريبة المثالية لأي برنامج تدريبي تتكون من ثلاث مكونات أو مراحل رئيسية، وهي الإحماء، والمكون الرئيسي، والتهدئة. انظر الشكل رقم 6.1.
كل من هذه المكونات ضروري وله غاية محددة، وغالباً ما نلاحظ أن المُتدرِّب يرغب بالوصول إلى الجزء الرئيسي من الجلسة والانتهاء من الجلسة ثم المغادرة مباشرة، دون الاهتمام لمرحلة التهدئة بعد الانتهاء من تأدية التمارين الرئيسية. ولذلك، عليك كمُدرِّب شرح أهمية المكونات المختلفة للبرنامج التدريبي بشكل عام، وللحصة التدريبية بشكل خاص، والتركيز على أهمية كل منها حتى يفهم المُتدرِّب أهميتها.
عادة نلاحظ أن عنصر التهدئة والمرونة يتم التغاضي عنه بسبب ضيق الوقت والالتزامات والأولويات الحياتية الأخرى، ولكن للتهدئة فوائد وآثار صحية عديدة على المدى القريب وكذلك البعيد. فممارسة التمارين القلبية التنفسية وتمارين الإطالة بعد اكتمال الجلسة الرئيسية، يساعد في إعادة الجسم تدريجياً إلى حالة الراحة “ما قبل التمرين”. مع أنه بمجرد إيقاف التمرين سيعود الجسم إلى حالة الراحة خلال بضع دقائق، إلا أن مثل هذا التوقف المفاجئ عن ممارسة الرياضة وخاصة بدون المرور بمرحلة التهدئة، يسبب تراكم حمض اللاكتيك في العضلات لفترة أطول، ويمكن أن يسمح للتوتر العضلي بالاستمرار لعدة ساعات. وهنا يأتي دور مكون التهدئة الذي من شأنه أن يساعد في حل هذه المشكلة، بالإضافة لمجموعة متنوعة من الفوائد الأخرى التي تتضمن:
- تجنب التجمع الدموي في الاوردة
- التخلص من حمض اللاكتيك ومنع تراكمه
- إزالة الفضلات الناتجة عن عمليات الايض (ثاني أوكسيد الكربون)
- استعادة الطول الطبيعي للعضلات
- التخفيف من التوتر العضلي
- تسهيل عملية الاستشفاء العضلي
تتكون التهدئة الفعالة من عنصرين رئيسيين:
- نشاط “كارديو” قلبي وعائي (هوائي) بهدف الاستشفاء
- تمارين الإطالة والمرونة
اعرف أكثر… ينصح بعد جلسة تدريبات المقاومة بممارسة نشاط قلبي وعائي ” كارديو” منخفض الشدة للمساعدة في تخليص الجسم من فضلات عمليات الأيض اللاهوائي (حمض اللاكتيك)، كما يساعد على سرعة الاستشفاء العضلي عن طريق تحسن تدفق الدم المحمل بالأكسجين والمواد المغذية للعضلات. |
اعرف أكثر… ماذا تعرف عن التجمع الوريدي (Venous Pooling)؟ هو تراكم الدم في أوردة الساقين بسبب تأثير قوة الجاذبية، وهو يحدث عندما يتم التوقف فجأة عن ممارسة تمارين رياضية عالية الشدة دون خفض الشدة بشكل تدريجي. إذ يستمر القلب (لبضعة دقائق) في النبض بسرعة لضخ الدم إلى العضلات التي كانت تعمل سابقاً أثناء التمرين. أثناء التمرين، يعمل انقباض العضلات في الأطراف بمثابة “مضخة” نشطة للمساعدة في عودة الدم الوريدي من العضلات إلى القلب. إلا أن التوقف المفاجئ عن ممارسة الرياضة يمنع “مضخة” العضلات من المساعدة في إعادة الدم للقلب. ولذلك، فإن الدم يستمر بالتدفق بسرعة للعضلات العاملة، ولكنه يكون أبطأ في عودته منها لكونها توقفت عن الانقباض. الأمر الذي يتسبب بتجمع السوائل في العضلات، ما ينتج عنه شعور بالتوتر العضلي، وربما حتى تشنج العضلات. تكمن خطورة حدوث التجمع الوريدي بعد التمرين أيضاً في أنه قد يسبب لبعض الأفراد الشعور بالدوار أو حتى الإغماء، وقد يتعرض الشخص للسقوط بسبب الدوار أو الإغماء، ما قد ينتج عنه إصابة الشخص، خصوصاً إذا ارتطم بجهاز أو ثقل. لمنع حدوث ذلك، من الحكمة تقليل شدة التمرين تدريجياً وخصوصاً بعد التمرين العنيف عالي الشدة. |