ماذا بعد؟
لقد استعرضنا في هذا الفصل مجموعة من المفاهيم الأساسية المتعلقة بالميكانيكا الحيوية والتي نعتقد أنها مهمة لكل شخص محترف في مجال اللياقة البدنية، وبالتحديد مُدرَّب اللياقة البدنية، وبعد اطلاعك على هذه المعلومات نتوقع أن تكون أقدر على فهم كيف تؤثر القوى على أجسامنا، وما هي الأدوات التي نمتلكها للتلاعب بهذا القوى وتسخيرها بشكل يمكننا من تحقيق أهدافنا الحركية.
إلا أن ما تم عرضه لغاية الآن هو مجرد لمحة عامة هدفنا منها أن تكوّن في ذهنك فكرة عنما يدور خارج وداخل الجسم ويؤثر على حركته، وأن تكون هذه المعلومات بمثابة الأساس الذي نطمح أن تبني عليه مكتبتك العلمية. ونتمنى أن يكون ما تم تقديمه لغاية الآن قد أثار فيك الفضول الكافي لمعرفة المزيد، فالآن يأتي دورك في أن تستكمل مشوارك العلمي في البحث للكشف عن مفاهيم أخرى متعلقة بالميكانيكا الحيوية، بهدف توسيع الآفاق وتعميق الثقة بما تملكه من معلوماتك وأنت تُعد برامجك التدريبية وتراقب وتشرف على أداء المُتدرِّبين وتقدم لهم الملاحظات المختلفة المتعلقة بكيفية أداء التمرين بالتقنية أو “بالتكنيك” الصحيح.
والسؤال الآن ماذا بعد؟
هل تساءلت بعد قراءة السطور السابقة عن ماذا يحدث عنما تؤثر قوة على جسم وتحركه لمسافة معينة باتجاهها؟ هل هناك طريقة نستطيع أن نحدد فيها كمية هذا التأثير؟ هل من الممكن أن تكون هذه الكمية هي ما يُطلق عليه مصطلح ” الشغل” (Work) ؟ وهل هناك شغل إيجابي وشغل سلبي؟ ماذا يحدث يا ترى لطاقة الجسم عندما تؤثر عليه قوة معينة؟ وما الفرق بين الطاقة الكامنة (Potential Energy)والطاقة الحركية (Kinetic Energy)؟ وهل للشغل علاقة بالطاقة؟ وعلى صعيد آخر، هل تعتقد أن هناك عوامل من شأنها أن تزيد أو تقلل من القوة العضلية؟ ماهي هذه العوامل برأيك؟ هل من الممكن أن يكون لحجم العضلة أو نوع الألياف العضلية دور في ذلك؟ هل لسرعة الانقباض دور في تحديد قوة الانقباض العضلي؟
إذا تعمقت وبحثت أكثر في بحر الميكانيكا الحيوية الواسع ستجد الإجابات على هذه الأسئلة وأكثر، بل وستخطر في بالك أسئلة جديدة تدفعك للبحث عن المزيد من الإجابات، لذلك نقترح عليك متابعة البحث عن مصادر موثوقة لتجيبك على هذه التساؤلات، وتَذكّر أن الفُضول في العلم هو من أسباب النجاح والتميّز.