يتطلب تخفيض انتشار الأمراض المزمنة الشائعة بين السكان اتباع نهج متعدد الأوجه يشمل الحكومة الوطنية والمحلية، الخبراء الطبيين، الشركات، والأفراد لتغيير السلوكيات السلبية والسيطرة على معدلات الأمراض ومحاولة خفضها. ويمكن لمدربي اللياقة البدنية أيضاً أن يلعبوا دوراً مهماً في المجتمع من خلال تشجيع وتعزيز السلوكيات الصحية
التغذية الصحية
توفر الحكومات في العديد من البلدان إرشادات غذائية لتوجيه السكان على نطاق واسع فيما يتعلق بعادات الأكل الصحية. ويجب أن يروج لها بنشاط من قبل المهنيين الصحيين، وأن يدعمها أيضاً مدربو اللياقة البدنية. يجب ألا ينصح المدربون مشتركيهم فيما يتعلق بتخطيط وجبات محددة وثابتة أو مكملات غذائية، ولكن يمكنهم مراجعة الأنماط الغذائية واقتراح المبادئ الغذائية المناسبة وذات الصلة لتعزيز السلوك الإيجابي.
ويجب على مدربي اللياقة البدنية الترويج للتوصيات الغذائية الأكثر قبولاً والمدعومة علمياً، مثل:
- مطابقة استهلاك السعرات الحرارية اليومية مع حاجات الجسم.
- استهلاك كميات مناسبة ومتنوعة من الخضار والفواكه.
- إدراج الحبوب والبقوليات بشكل منتظم في الحمية الغذائية.
- التقليل من استهلاك الدهون المشبعة.
- التقليل من استهلاك السكريات.
- التخفيف من استهلاك الملح.
النشاط البدني في الحياة اليومية
إلى جانب تدريب وتوجيه التمارين واللياقة البدنية، يجب على مدرب اللياقة البدنية أيضاً تعزيز أنماط الحياة اليومية الأكثر نشاطاً. وتدعم أدلة علمية كثيرة القيام ب30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل خمسة أيام في الأسبوع (منظمة الصحة العالمية، 2020)، ومن الضروري البحث عن طرق لمساعدة المشتركين على التغلب على أية حواجز قد تمنع تطبيق نمط الحياة النشيط.
قد يبدأ نمط الحياة الأكثر نشاطاً بمناقشة مفتوحة لاستكشاف فرص القيام بالنشاط البدني في المنزل، أو في العمل، أو من خلال السفر، أو أثناء وقت الفراغ، أو ضمن الفرص الاجتماعية في المجتمع.
لا يلزم إكمال الحد الأدنى المطلوب من النشاط البدني (30 دقيقة) في جلسة واحدة، بل يمكن مراكمتها تدريجياً على مدار اليوم، ويمكن أن تشمل أنواعاً مختلفة من النشاط. لذلك، يمكن بسهولة القيام بمجموعة واسعة من الخيارات التي تناسب الاحتياجات والظروف الفردية.
الاسترخاء والتحكم بالتوتر والإجهاد
إلى جانب تعزيز أهمية النشاط البدني، على مدرب اللياقة البدنية تشجيع المشترك على الاسترخاء والتحكم بالإجهاد. حيث يمكن أن تؤدي المستويات العالية من الإجهاد المطول إلى العديد من الحالات الصحية المزمنة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية، والاكتئاب، والتي لها تأثير سلبي على الرفاهية والتمتع بالحياة.
يمكن أن تساعد التمارين الرياضية والنشاط البدني وتقنيات الاسترخاء في التحكم بالتوتر والإجهاد، حيث إنها توفر منفذاً للتحكم بالتوتر الجسدي الناجم عن الإجهاد. ويمكن أن يكون لممارسة الرياضة في الهواء الطلق وفي البيئات الطبيعية آثار إيجابية أخرى على المزاج والرفاهية.
وضعية الجسم
أثناء الحياة اليومية والنشاط البدني وممارسة الرياضة، نضع أجسامنا ومفاصلنا في أوضاع معينة ثم نطبق الأحمال في هذه الوضعيات التي يمكن أن تكون ثابتة أو متحركة (ديناميكية). ولكل مفصل ومنطقة من الجسم وضع مثالي (محايد) هو الموضع الذي يوجد فيه أقل قدر من الضغط على المفصل.
ويمكن أن يؤدي الانحراف بعيداً عن هذه الوضعيات على فترة طويلة من الزمن إلى اختلالات، وزيادة الضغط على العضو، واحتمال الإصابة، ولذلك فمن المفيد لنمط الحياة تبني الوضعيات المثلى في كثير من الأحيان ولأطول فترة ممكنة. ويمكن لمدربي اللياقة البدنية الترويج لهذه الوضعيات من خلال التفاعل والجلسات مع المشتركين.
التدخين والكحول
في معظم البلدان، أصبح التدخين إلى حد كبير عادةً غير مقبولة اجتماعياً لغالبية السكان. في أوروبا كان معدل انتشار التدخين في عام 2019 هو 22٪ بين الرجال و15٪ بين النساء بمتوسط 18.4٪ من السكان الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاماً (وهو أقل من المتوسط العالمي البالغ 22.3٪). وعلى الرغم من أن أقل من 1 من كل 5 بالغين أوروبيين مدخنون، إلا أن التدخين لا يزال يمثل عبئاً شديداً على الرعاية الصحية ويجب تخفيفه.
- التدخين يؤدي إلى وفاة 50 ٪ من المدخنين.
- التدخين يقتل 8 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم كل عام.
- يعيش 80٪ من متعاطي التبغ في العالم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
من الضروري أن يحصل المدخنون على الدعم لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين. وتشير الإحصائيات إلى أن 4٪ فقط من المدخنين قادرون على إيقاف هذه العادة بنجاح بدون وسائل مساعدة. ويمكن مضاعفة هذه النسبة باستخدام الطرق المساعدة على الإقلاع.
على عكس التدخين، فإن الكحول مقبول على نطاق واسع داخل الهياكل الاجتماعية للمجتمع الغربي. فقد استهلك 74٪ من سكان أوروبا الكحول في عام 2019، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 57٪ من السكان البالغين. هناك شخص واحد فقط من كل 4 بالغين في أوروبا لا يشرب الكحول على الإطلاق. ويستهلك 8٪ من الأوروبيين بعمر15 عاماً فما فوق الكحول يومياً، 29٪ منهم يستهلكون الكحول مرةً أسبوعياً، و23٪ يستهلكون الكحول مرةً شهرياً، و14٪ يستهلكون الكحول أقل من مرة شهرياً.
وعلى الرغم من قبوله اجتماعياً، فإن الكحول مسؤول عن 3.3 مليون حالة وفاة سنوياً، بالإضافة إلى الآثار الصحية السلبية التي يحدثها على ملايين آخرين، والخسائر الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة التي يجلبها للأفراد والمجتمع ككل (منظمة الصحة العالمية، 2022). يشرب الذكور في المتوسط بمقدار 2.8 مرة أكثر سنوياً مقارنةً بالإناث، مما يزيد معدل الوفيات لديهم، حيث تحدث 7.7٪ من جميع الوفيات العالمية بين الذكور، و2.8٪ فقط من الإناث.
من الحكمة أن يتصرف مدربو اللياقة البدنية بمسؤولية فيما يتعلق باستهلاكهم للكحول، بالإضافة إلى ضرورة تشجيع مشتركيهم على الحفاظ على استهلاكهم ضمن الإرشادات الموصى بها. وتوصي الغالبية العظمى من البلدان في جميع أنحاء أوروبا بشدة بالحد من استهلاك الكحول.
وتختلف الإرشادات من تجنب الكحول تماماً إلى استهلاك قدره 20 جراماً يومياً للذكور، و10 جراماً يومياً للإناث (المفوضية الأوروبية، 2022). وتعد هذه التوصيات صعبة التنفيذ لأنها تتطلب من المستخدم تحديد كمية الكحول الموجودة في كل مشروب لمعرفة عدد غرامات الإيثانول التي يتم استهلاكها، وقد يكون من الأسهل، فيما يتعلق بتعديل السلوك، تجنب الكحول تماماً على الأقل 4 أيام كل أسبوع، وقصر الاستهلاك على مشروب واحد أو اثنين في كل يوم من أيام الأسبوع الباقية.
أما التوصيات فيما يتعلق بالضرر الذي يحدثه الإفراط في الشرب على الصحة فهي واضحة تماماً، حيث يوصى بشدة بتجنب نوبات الشرب الثقيلة.