ميثاق قواعد السلوك المهني (Code Of Professional Conduct)
لدى معظم المهن ميثاق للسلوك والممارسات الأخلاقية التي يجب على المهنيين الممارسين الالتزام بها. ولا تختلف هذه القاعدة بالنسبة لمدربي اللياقة البدنية، لأن هناك مجموعةً واضحةً من القيم التي يجب اتباعها لضمان الحفاظ على مستويات الاحتراف والممارسات الأخلاقية. وتترجم هذه القيم إلى معايير سلوكية، وتنطبق على الأدوار المهنية في مجال اللياقة البدنية.
يختلف ميثاق قواعد السلوك والممارسات الأخلاقية عن القوانين. حيث توجه القواعد الأخلاقية المهنيين في عملهم، وتساعدهم على اتخاذ القرارات الأخلاقية. كما تنظم هذه القواعد سلوكيات الممارسين المهنيين، ويمكن أن يؤدي كسرها إلى اتخاذ تدابير عقابية، حيث يمكن اتهام الممارس بخرق ميثاق قواعد السلوك حتى ولو لم يخرق القانون.
الممارسة الأخلاقية (Ethical Practice)
تقع مسؤولية السلوكيات والممارسات الأخلاقية بالكامل على عاتق مدرب اللياقة البدنية. لأن المتدربين هم الطرف الأضعف، وقد يكونون عرضةً لتأثير أولئك الذين يقدمون المساعدة لهم. وبالتالي يجب أن تهدف جميع الإجراءات والسلوكيات إلى تمكين المتدربين.
يستخدم Koocher and Keith-Spiegel (1998) المبادئ التالية لتوجيه الأخلاقيات في علم النفس، والتي تنطبق بالتساوي على المهن الأخرى:
- يجب ألا يؤدي العمل المهني إلى أي ضرر للمتدربين.
- للمتدربين الحق في اختيار اتجاههم الخاص.
- كن مخلصاً للمتدربين وللمهنة وكذلك للمنظمات التي قامت بتوظيفك، وفي النهاية لنفسك.
- كن عادلاً ومنصفاً مع جميع المتدربين، وبالتالي عليك أن تتصرف بطريقة مهنية دون تمييز.
- عليك أن تكون ذا فائدة للمتدربين من خلال تعزيز صحتهم وعافيتهم وصالحهم.
- يجب معاملة جميع المتدربين باحترام وبما يحفظ كرامتهم.
- عليك أن تكون مسؤولاً مسؤوليةً كاملةً أمام المتدربين.
- يجب الحفاظ على حدود مهنية واضحة وثابتة مع المتدربين.
المسؤولية الأخلاقية “ألا تقوم بأي فعل يضر بالمجتمع” |
تتضمن الأمثلة على كيفية امتثال مدربي اللياقة البدنية للتشريعات ومواثيق قواعد السلوك المهنية ما يلي:
- احترام الاختلاف والتنوع الفردي.
- تحدي ورفض التمييز وعدم المساواة.
- التعامل مع معلومات المتدرب بسرية.
- تعزيز الإدماج بدلاً من الإقصاء (ما لم يكن الإقصاء مطلوباً لأسباب طبية، مثل وجود موانع لممارسة الرياضة).
- تعديل وتغير سبل التواصل لتلبية الاحتياجات الخاصة للمتدربين.
- تصميم برامج لاستيعاب احتياجات وقدرات المتدربين المختلفة (مثل التمارين البديلة).
قد يكون لكل بلد أو منطقة جغرافية إرشاداته الخاصة، وأحد الأمثلة على ميثاق الممارسات أو قواعد السلوك العالمية الرائدة تم وضعه بواسطة “EuropeActive”.
ميثاق الممارسات الأخلاقية الحالية Europe Active و EREPS
في مارس 2021، نشر السجل الأوروبي لمحترفي التمرين (EREPS) ميثاق جديد للممارسات الأخلاقية. ويحدد الميثاق الممارسات الفضلى للمهنيين في قطاع اللياقة البدنية والنشاط البدني من خلال التفكير في القيم الأساسية المتعلقة بالحقوق والعلاقات والمسؤوليات والمعايير:
يلتزم السجل الأوروبي لمحترفي التمرين وأعضاؤه (ويحترمون) ما يلي:
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأهداف التنمية المستدامة الصادرين عن الأمم المتحدة.
- القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي المتمثلة في الكرامة الإنسانية، حقوق الإنسان، الحرية، الديمقراطية، المساواة، وسيادة القانون.
- التنوع والتسامح وكرامة كل فرد.
- القوانين والمتطلبات المحددة للبلد الذي يعملون فيه.
- عند الحاجة، يجب ضمان وجود التأمين المناسب للمسؤولية
يتكون الميثاق من أربعة مبادئ ، يتم تلخيصها أدناه:
- المبدأ الأول: الحقوق
“يحترم ممارسو التدريب المحترفون متدربيهم وحقوقهم كأفراد” |
يجب أن يكون السلوك مناسباً للتعامل مع جميع مجموعات المتدربين، وأن يظهر الممارس بشكل مسؤول:
- احترام الاختلاف الفردي والتنوع.
- الممارسات الجيدة في التصدي للتمييز وعدم المساواة.
- التعامل باحترام مع خصوصيات المتدرب وعدم إفشاء أسراره.
- المبدأ الثاني: العلاقات
“على مدربي اللياقة البدنية تطوير علاقات صحية مع متدربيهم وكذلك مع المهنيين الصحيين الآخرين” |
يتطلب هذا المبدأ تطوير علاقات مع المتدربين والحفاظ عليها على أسس الانفتاح والصدق، وكذلك الثقة والاحترام المتبادلين وإظهار ما يلي بشكل مسؤول:
- الوعي بالحاجة إلى وضع احتياجات المتدرب الفردية كأولوية، وإعطاء الأولوية لصالح واهتمامات المتدرب الأساسية عند التخطيط للتدريب.
- الوضوح في التواصل مع جميع المتدربين، وضمان الصدق والدقة والتعاون عند السعي للاتفاق معهم، وتجنب التحريف أو التضارب في المصالح.
- النزاهة والاعتراف بأي خطأ بثقة، وتجنب أي سلوك غير لائق في العلاقات مع المتدربين.
- المبدأ الثالث: المسؤوليات الشخصية
“يقوم محترفو اللياقة البدنية بإظهار وتعزيز نمط حياة وسلوكيات مسؤولة” |
يتطلب هذا المبدأ من محترفي اللياقة البدنية ممارسة السلوكيات الشخصية المناسبة في جميع الأوقات والتصرف بمسؤولية في المواقف التالية:
- الممارسة المسؤولة عند العمل مع المتدربين عبر الإنترنت، مع مراعاة حراسة وحماية بياناتهم.
- أن يواكبوا وينفذوا جميع الإرشادات الوطنية للحماية عند العمل مع الأطفال ومع البالغين الذين يعانون من ضعف معين.
ويشمل هذا المبدأ أيضاً مسؤوليات تتعلق بالواجب المطلق للرعاية عن طريق استخدام معايير عالية للسلوك المهني فيما يتعلق بالمخدرات والكحول والتدخين، وكذلك مواقف مسؤولة تجاه رعاية المتدربين، والصدق والتواصل الدقيق بخصوص ما يحتاجونه من خدمات، والضمانات الكافية والمناسبة، وعادات النظافة الشخصية والبيئية.
- المبدأ الرابع: المعايير المهنية
“يسعى محترفو التدريب البدني إلى تبني أعلى مستوى من المعايير المهنية في عملهم وتطوير حياتهم المهنية” |
يتوقع هذا المبدأ من الممارسين الرياضيين الالتزام بالحصول على المؤهلات المناسبة والتدريب المستمر للقيام بما يلي بشكل مسؤول:
- السعي المستمر لتحديث معارفهم وتحسين مهاراتهم المهنية من أجل الحفاظ على مستوى جودة الخدمة، والتفكير في الممارسات الخاصة بهم، وتحديد احتياجات التطوير لديهم وتنفيذها.
- الاستعداد لقبول المسؤولية والمساءلة عن قراراتهم أو ممارساتهم المهنية، والترحيب بتقييم عملهم، والاعتراف بالحاجة والوقت المناسب لإحالة المتدرب إلى محترف أو متخصص آخر.
- يتوقع هذا المبدأ أيضاً من الممارسين الحفاظ على فعاليتهم، والعمل ضمن نطاق ممارستهم، ودعم مهمة ورؤية السجل الأوروبي لمحترفي التمرين.
ما هو واجب الرعاية المطلق؟
على مدربي اللياقة البدنية أن يتفهموا واجب الرعاية المطلق في بيئة عملهم. فوفقاً لمبدأ المسؤوليات الشخصية في ميثاق الممارسات الأخلاقية للسجل الأوروبي لمحترفي التمرين، إن واجب الرعاية المطلق يتمثل بإدراك بيئة العمل، والتعامل مع جميع الحوادث وحالات الطوارئ المتوقعة بشكل معقول، وحماية أنفسهم والآخرين.
وينص السجل الأوروبي لمحترفي التمرين على أنه يجب على مدربي اللياقة البدنية فهم مسؤولياتهم القانونية وحجم مساءلتهم عند التعامل مع المتدربين، وعلاوةً على ذلك، يجب أن يكونوا واعين بالحاجة إلى الصدق والدقة عند التواصل وتسويق خدماتهم في المجال العام.
يجب على مدربي اللياقة البدنية تجنب “الادعاءات الكاذبة” أو الأهداف والتطلعات التي لا يمكن تحقيقها أو تقديم خدمات هم غير قادرين على تقديمها بفعالية.
على سبيل المثال
- الادعاء بأنهم يستطيعون “تخفيف الدهون من مكان محدد في الجسم”.
- الادعاء بأنهم أخصائيو تغذية أو حمية.
- تحقيق هدف واعد بنسبة 100٪.
- التخطيط لنتائج غير واقعية.
- تقديم توقعات غير واقعية فيما يتعلق بتكيف وتأقلم جسم المتدرب.
- التعبير عن خيبة الأمل من المتدرب من حيث توقعاتهم الخاطئة لقدرته.
- عدم التعبير عن التعاطف مع ظروف المتدرب.
نطاق / مجال الممارسة (Scope Of Practice)
يصف نطاق (مجال) الممارسة الإجراءات والعمليات والتصرفات التي يسمح للممارس المهني بالقيام بها بما يتماشى مع شروط مؤهلاته وخبراته. ومن المهم أن يستوعب مدربو اللياقة البدنية حدود دورهم، وأن يقدموا فقط الدعم والمشورة والتوجيه للمتدربين ضمن نطاق ممارستهم فقط.
وتتضمن أمثلة الدعم والمشورة والتوجيه التي تقع خارج نطاق ممارسة مدربي اللياقة البدنية ما يلي:
- النصائح المعقدة المتعلقة بالحمية.
- النصائح المتعلقة بإعطاء تمارين لمعالجة آلام الظهر الحادة.
- نصائح التمرين للمتدربين الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية.
- نصائح متعلقة ببرامج تدريبية للرياضيين متوسطي أو متقدمي المستوى، والذين يستعدون لسباق الماراثون.
عندما يطلب المتدربون الدعم أو المشورة أو التوجيه الذي يقع خارج نطاق ممارسة مدرب اللياقة البدنية، فمن المهم إحالتهم إلى غيرهم من المتخصصين في الصحة واللياقة البدنية، حسب الحاجة، على سبيل المثال:
- أخصائي طبي.
- أخصائي علاج طبيعي.
- اختصاصي حمية.
- طبيب نفسي.
- مدرب قوة وتكييف بدني.
- أخصائي إحالة التمرين.
- أخصائي آلام أسفل الظهر.
- أخصائي سمنة وسكري.