تُمثل المستقبلات الميكانيكية وحدات متخصصة تستجيب للضغط الميكانيكي داخل الأنسجة وتقوم بنقل الإشارات عبر الأعصاب الحسية للجهاز العصبي المركزي. كما تستجيب هذه المستقبلات إلى القوى الخارجية مثل اللمس، التمدد، الموجات الصوتية، والحركة لتُمكِّننا من الإحساس باللمس والصوت وحركة الجسم، بالإضافة إلى مراقبة مواقع العضلات والعظام والمفاصل وهو ما يعرف باستقبال الحس العميقProprioception) ). تتواجد المستقبلات الميكانيكية في العضلات والأوتار والأربطة والمفاصل وتشمل المغازل العضلية (Muscle Spindles) وأعضاء غولجي الوترية (Golgi Tendon Organs).
المغازل العضلية (Muscle Spindles)
تُمثل المغازل العضلية مستقبلات حسية موجودة داخل العضلات، تتواجد بشكل موازي للألياف العضلية وتتميز بأنها حساسة للتغيرات في طول العضلة ومعدل سرعة تغير طول العضلة، وحين تتمدد العضلة (أي عند حدوث استطالة في العضلة) تتمدد أيضاً المغازل الموجودة ضمنها لترسل بعدها معلومات تتعلق بتغير طول هذه المغازل إلى الجهاز العصبي المركزي عبر العصبونات الحسية. وصول هذه المعلومات من المغازل العضلية إلى الدماغ يُمكِّنه من تحديد مواقع العديد من أجزاء الجسم. انظر الشكل رقم 7.2.
تسهم المغازل العضلية في تنظيم انقباض العضلات عبر آلية تُعرف برد الفعل الانعكاسي للاستطالة العضلية (Myotatic Stretch Reflex) وهي الاستجابة الطبيعية للجسم عندما تتعرض العضلة لمحفز يسبب استطالة العضلة، وبالتالي تتمدد المغازل العضلية الموجودة فيها. يُرسل المغزل العضلي فور تمدده إشارة إلى الجهاز العصبي المركزي وبالتحديد إلى الحبل الشوكي الذي يستجيب بدوره بإرسال أمر انقباض للعضلة، حيث تستقبل العضلة الأمر بالانقباض في غضون 1 – 2 ميلي ثانية. تُمثل هذه الاستجابة العصبية السريعة آلية حماية تمنع حدوث استطالة مفرطة في العضلات، مما قد يسبب أضراراً في العضلة في حال حدوثها.
الشكل رقم 7.2
أعضاء غولجي الوترية (Golgi Tendon Organs)
تُعد أعضاء غولجي الوترية أو ما يُعرف اختصاراً بـ (GTOs)بأنها أيضاً مستقبلات حسية متخصصة توجد في المواقع التي تنغرز بها ألياف العضلات الهيكلية بأوتار العضلات الهيكلية. وتتميز أعضاء غولجي الوترية بأنها حساسة للتغيرات في التوتر الناتج عن الشد العضلي وسرعة تغير التوتر، حيث يُسبب تحفيز أعضاء غولجي الوترية ارتخاء العضلة، ما يحميها من التوتر / الشد المفرط أو احتمالية تعرضها للإصابة. انظر الشكل رقم 7.3.
هناك نوعان من التهديد يمكن أن يتعرض له الوتر:
- شد زائد عن الحد (قوة سحب) نتيجة لانقباض عنيف في العضلات المرتبطة به.
- شد مطول على الوتر كما هو الحال مثلاً عند القيام بتمرين إطالة للعضلة (Stretching) والإبقاء على وضعية الإطالة لفترة من الزمن، الأمر الذي يزيد من حجم التوتر / الشد الذي يتعرض له الوتر.
تقوم أعضاء جولجي الوترية بإبلاغ الجهاز العصبي المركزي عن حجم ومدة الشد الذي يتعرض له الوتر. إذا انقبضت العضلة بعنف، يستجيب الجهاز العصبي المركزي على الفور بـإيقاف التحفيز عن العضلة، أي تثبيطها بشكل سريع. وعند إطالة العضلة (مع التثبيت على وضعية الإطالة لفترة تتراوح ما بين 10-15 ثانية)، يتم تحفيز أعضاء جولجي الوترية بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى استرخاء العضلات التي تخضع لتمرين الإطالة، وهو ما يُعرف باسم التثبيط الذاتي (Autogenetic Inhibition)
الشكل رقم 7.3
ردود الفعل الانعكاسية (Reflexes)
ردود الفعل الانعكاسية هي الاستجابة الطبيعية التي يستخدمها الجسم لحماية نفسه من الإصابة. وهي تحدث بسرعة حتى قبل أن يتاح للدماغ الوقت لمعالجة المعلومات الواردة إليه والمتعلقة بحدث معين (على سبيل المثال اقتراب جسم نحو العين). من الأمثلة على ردود الفعل الشائعة والتي نقوم بها من الممكن بشكل يومي، تحريك اليد بعيداً عن طبق ساخن أو رفع القدم عن الأرض بعيداً عن جسم حاد مثل قطعة زجاج أو دبوس (انظر الشكل رقم 7.4). توفر ردود الفعل الانعكاسية للمفاصل الاستقرار/الثبات، خاصة عند حدوث تغيير مفاجئ في الاتجاه أو الوضعية.
الشكل رقم 7.4