كل ما تحتاج معرفته عن البروتين

للبروتينات أهميةٌ كبيرةٌ في حياتنا، وذلك بسبب دورها الكبير في معظم العمليات الحيوية التي تتُم في أجسامنا، حيث تحتوي العضلات والبشرة وأجزاءٌ أخرى من جسم الإنسان على كمياتٍ كبيرةٍ من البروتينات سواءً كانت أنزيمات أو هرمونات أو أجسامًا مضادة، ولهذا فإنها ضروريةٌ لبنية الجسم ولكي تقوم الأعضاء بوظائفها على أكملِ وجه.

و تُعتبر البروتينات من المغذياتِ التي يحتاجُها الجسم بكمياتٍ كبيرةٍ فهي تُزوده بالطاقة  إلى جانب الكربوهيدرات والدهون.

إذًا، ما هو البروتين؟

البروتينات هي سلاسل طويلةٌ من الأحماضِ الأمينية التي تُعتبر أساس الحياة، ويمكن تشبيهها بالآلات التي تُشغّل كل الكائنات الحية سواءً كانت فيروسات، بكتيريا، فراشات، أو الأعضاء الوظيفية للإنسان.

ويوجد حوالي 20 نوعًا من الأحماضِ الأمينية تُستخدم لإنتاج البروتينات في الجسم، وبالتالي يمكن ترتيبها بآلاف الطرق لتشكيل آلافِ الأنواع من البروتينات، ولكلٍّ منها وظيفةٌ معينةٌ في الجسم.

وتوجد تسعةُ أحماضٍ أمينية أساسية لا يقومُ الجسم بتصنيعها، بل يحصل عليها من المصادر الخارجية وهذه الأحماض هي: هيستيدين، إيزوليسين، ليسين، ميثيونين، فينيل ألانين، ثريونين، تريبتوفان وفالين.

عند الحصولِ على الأحماض الأمينية من مصادر الطعام المختلفة، يقوم الجسم بإعادة تحويلها إلى بروتيناتٍ، وبالتالي عند  وجود نقصٍ في هذه الأحماض سوف ينتج عنه نقصٌ في البروتينات.

أنواع البروتين

تقسم البروتينات إلى مجموعتين رئيسيتين هما:

  • البروتينات الحيوانية: توجد في اللحوم ومنتجات الألبان والبيض.
  • البروتينات النباتية: توجد في الحبوب مثل الصويا والبازلاء.

وتختلفُ هاتان المجموعتان عن بعضهما بالأحماضِ الأمينية المكونة لهما، فمعظم البروتينات الحيوانية هي بروتيناتٌ كاملةٌ أي تحتوي على كل الأحماض الأمينية الأساسية.

 أمّا البروتينات النباتية فتعتبر غير كاملةٍ، أي أنها تفتقد على الأقل حمضًا أمينيًا أساسيًا واحدًا، ولكنَّ تناول عدة بروتيناتٍ نباتيةٍ سويةً قد يُعطي تأثير البروتينات الكاملة.

وعلى هذا يتم تحديد نوع الطعام إذا كان كامل البروتين أم لا، وذلك بحسب احتوائهِ على هذه الأحماض الأمينية:

  • الأطعمة التي تحتوي على بروتيناتٍ كاملةٍ، أي أنها تحتوي الأحماض الأمينية الأساسية كلها.
  • الأطعمة التي تحتوي على بروتيناتٍ غير كاملةٍ، أي أنها لا تحتوي على كل الأحماض الأساسية وهي في الغالب نباتية.
  • الأطعمة التي تحتوي على بروتيناتٍ مكملةٍ، يعني أنها تضمُّ عدة أنواعٍ من البروتينات النباتية وبالتالي تؤمن حاجة الجسم من الأحماض الأمينية الأساسية.

مصادر البروتين

توجدُ عدة مصادِر للبروتين يُمكن الاعتماد عليها في غذائنا اليومي:

  • الطعام البحري: يُعتبر مصدرًا جيدًا للبروتين حيث يكون مُنخفض الدّهون ويعتبر من النوع المناسب لصحة القلب لأنه يحتوي على الأوميغا 3.
  • اللحوم البيضاء: تُعتبر أيضًا مصدرًا جيدًا للبروتين، كما أنها لا تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الدهون.
  • الحبوب: من الأطعمة الغنية بالبروتينات النباتية، كما أنها تعطي شعورًا بالشبع بسبب غناها بالألياف
  • لحم البقر: من المصادر الغنية جدًا بالبروتينات الحيوانية ولكنها تحتوي على كمية دهونٍ أكثر مقارنةً مع اللحم الأبيض، تُعتبر أيضًا مصدرًا جيدًا للزنك، والحديد وفيتامين ب12.

وظائف البروتين

كما ذكرنا سابقًا، فإنَّ الأحماض الأمينية وبالتالي البروتينات هي حجرُ الأساسِ لكلِّ العمليات والوظائف الحيوية في الجسم، ومن أهم هذه الوظائف:

نموّ الأعضاء والحفاظ عليها

يحتاج الجسم إلى البروتيناتِ من أجل نموِّ الأنسجة والحفاظ عليها، وتعتمدُ حاجة الجسم من البروتينات على حالته الفيزيولوجية، ففي الظروفِ الطبيعية يقوم الجسم بتفكيك الكمية ذاتها من البروتينات واستخدامها في بناء وإعادة إصلاح الأنسجة، ولكن في بعض الحالات قد يحتاج الجسم إلى المزيد من البروتين مثل المرض أو الحمل والرضاعة.

وسائط التفاعلات الكيميائية

الأنزيمات هي بروتيناتٌ تُساعد في آلافِ التفاعلاتِ الكيميائية الحيوية التي تحدث داخل وخارج الخلايا.

إنَّ بنية الأنزيمات تُساعدها على الاندماج مع جزيئاتٍ موجودةٍ داخل الخلية تسمى الركائز، والتي تُحفّز التفاعلات الضرورية في عملية الاستقلاب.

قد يكون للإنزيمات دورًا خارج الخلية أيضًا مثل الإنزيمات الهاضمة ( اللاكتاز والسكراز) والتي تساعد في عملية هضم السكر.

ومن الوظائف الحيوية التي تعتمد على الإنزيمات: الهضم، إنتاج الطاقة، تخثر الدم، تقلص العضلات، وبالتالي فإن أي خللٍ أو نقصٍ في هذه الإنزيمات قد يسبب مرضًا معينًا.

تعمل كمرسال

 إنَّ سلاسل الأحماض الأمينية ذات الأطوالِ المختلفة التي تتراوح بين البروتينات والببتيدات، تشكل العديد من الهرمونات وتنقل المعلومات بين الخلايا، والأنسجة والأعضاء.

تشكّل بنية الجسم

يوجد نوعٌ من البروتينات يُسمّى البروتينات الليفية يزود أجزاء الجسم المختلفة بالبنية والقوة والمرونة.

تحافظ على درجة حموضة مناسبة

تقومُ العديد من البروتينات بدورٍ واقٍ يساعدُ في الحفاظِ على درجة ph مناسبةٍ في الدم وسوائل الجسم الأخرى.

موازنة السوائل

تُساعد البروتينات الجسمَ في الحفاظ على توازن السوائل بين الدم والأنسجة المحيطة.

تعزيز الجهاز المناعي

تُشكلُ البروتينات الأجسامَ المضادة التي تحمي الجسم من الأجسام الغريبة المسببة للأمراض مثل البكتيريا والفيروسات.

نقل وتخزين المغذيات

تقوم بعض البروتينات بنقل المغذيات بينما تقوم أنواعٌ أخرى بتخزينها.

أخيرًا، نجد أن البروتينات إحدى أهم المغذيات التي لا يجب أن يخلو منها طعامنا سواءً كانت من مصدرٍ حيواني أو نباتي، كما أنَّ حاجة كل شخصٍ من البروتينات تختلف حسب حالتهِ الفيزيولوجية، وبالتّالي يجب علينا الاعتدال في تناولها أو استشارة أخصائي التغذية، ومثلما أن هناك بعض الأمراض الناتجة عن نقص البروتينات يوجد أيضًا أمراضٌ ناتجةٌ عن زيادتها.

Related Articles

Responses

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *